2025-08-04 09:50:02
قبل مباراة ريال مدريد ضد فولفسبورغ في دوري الأبطال 2016، عادت جماهير ألتراس "سور" إلى مدرجات البيرنابيو بعد منع دام سنوات. هذه الجماعة، التي تأسست في الثمانينيات، اشتهرت بأفكارها الفاشية وتاريخها العنيف، مما دفع إدارة النادي لمنعها منذ 2013. لكن في المواقف الحاسمة، مثل مباريات دوري الأبطال، يظهر التناقض الإسباني في التعامل مع هذه الجماعة.

النشأة والأيديولوجيا
نشأ ألتراس سور عام 1980 كرد فعل على كراهية ريال مدريد، الذي كان يُنظر إليه كرمز للمركزية الإسبانية في عهد فرانكو. تميزت الجماعة بقوميتها الإسبانية المتطرفة ومعاداتها للأقليات، وارتبطت منذ البداية بالعنف. في منتصف التسعينيات، وصل الأمر إلى رفع رايات نازية في المدرجات، ما أدى إلى اعتقال المئات من أعضائها بتهمة تشكيل تنظيم "نازي جديد".

العلاقة مع اللاعبين والإدارة
على الرغم من عنصريتهم، احتفى ألتراس سور بلاعبين غير إسبان مثل روبرتو كارلوس وزامورانو، بينما هاجموا آخرين مثل فيرناندو هييرو. كما أيدوا مدربين مثل مورينيو، الذي أشاد بدورهم في تحفيز الفريق. لكن إدارة النادي، وخاصة تحت قيادة فلورنتينو بيريز، منعتهم بعد تزايد الفضائح، إلا أنها عادت واستدعتهم في مناسبات مهمة، مما أظهر تناقضًا في سياسة النادي.

العنصرية والتناقض الإسباني
ألتراس سور ليسوا ظاهرة منعزلة، بل يعكسون انقسامًا مجتمعيًا في إسبانيا بين اليمين القومي واليسار الانفصالي. الصحافة الإسبانية تهاجمهم عندما يعلنون عنصريتهم، لكنها تتغاضى عن عنصرية كامنة في المجتمع. حتى أن مدرب المنتخب الإسباني السابق لويس أراغونيس أهان لاعبًا أسود دون عقاب.
في النهاية، يبقى ألتراس سور مثالًا صارخًا على كيف يمكن لكرة القدم أن تكشف التناقضات السياسية والاجتماعية في إسبانيا، حيث تختلط البرجماتية الرياضية بالصراعات الأيديولوجية القديمة.